قراءة في كتاب شيث بن آدم ومقامه في بلدة النبي شيث
تصغير الخط
تكبير الخط
طباعة الصفحة
  
 
 

هذا بحثٌ على مقام نبي الله شيث عليه وعـلى نبينا وآلـه أفضل الصلاة والتسليم، وعـلى البلدة التي نشأت من حوله وعلى اسمه. وضعـتُه تلبيةً للحاجة المُلحّة، التي تندرجُ في واحدةٍ من أهـمّ وظائف البحث وعمل الباحث المُنتمي، أعـني العمل على نقـل السلوك الشعـبي الديني من مستوى التقليد والموروث، إلى مستوى الفعل الواعي على الأصل والباعـث والمغزى. وتلك نقلةٌ نوعـيّةٌ تستحقُّ أن يُبذلَ في سبيلها كل جُهد.

يتألف البحث من أربعة فصول رئيسة :

ــ الأول: (البلـدة) وهو في التاريخ العُمراني ــ السُكّاني لبلدة النبي شيث. فيه نعملُ على وصف وتفسير التركيبة السُكانيّة الحاليّة فيها، لِما هنالك من علاقةٍ عُضويّةٍ بين مقام النبي وبين نشوئها.

ــ الثاني : (النبي) أي شيث طبعاً. وفيه نقِـفُ على موقعه في حركة الإيمان بوصفه نبيّاً ــ وصيّاً. ونستعرضُ بـنـحـوٍ خـاصٍ أنماطَ حضوره في الحالة الدينيّة في منطقةٍ شاسعة، تمتدُ من مصر إلى بـعـض إيران، وامتدادها حتى اليوم. ثم موقعَه بوصفه رائداً حضاريّاً. وذلـك بحـثٌ طريفٌ غير مسبوق.

ــ الثالث : (المقام) وفيه نؤرّخ لمقامه المعروف في البلدة، منذ أوّل ما نعرفه عنه حتى اليوم.

ــ الرابع : ( في فضل المقام وزيارتِه ) وفيه نُبيّنُ ما للمقام من فضلٍ والحـثّ على زيارتِه، وذكرِ مَن سبق إلى قصْدِهِ زائراً من الأعلام المعارف، وما سجّلوه في هذا النطاق. ممّا يصلحُ أن يكونَ قدوةً عمليّةً وبياناً مُنيراً لمن يستنير.

 

إنّ  أهـمَّ نتيجةٍ وصل إليها هذا البحث ليـس التعريف بمكانة النبي شـيث في حركة الإيمان كما نقرأها في النصوص، وليس التأريخ لمقامِـه والبلـدة التي قامـت من حوله وسُـكانها، عـلى أهميّة كل ذلك. بل تدورُ على نبي الله شيث: حُضُورُه الواسع في مُختلف الظواهر الدينيّة العالَميّة، ودورُه بوصفه رائداً حضاريّاً عالَمياً أيضاً.

هـذه النتيجة غيـر المَسـبوقة تكتسـبُ أهميّتَها من أنّها  تُدخلُ تغييراً جذرياً على مفهومنا للإنسان وتاريخه. تنقلهُ من المفهوم الأنثروبولوجي، الذي يتعاملُ مع الإنسان بوصفه ثمرة تطوّر، ومع الظاهرة الحضاريّة بوصفها ثمرةً إنسانيّةً خالصة، إلى المفهوم الإيماني، الذي يتعاملُ مع الإنسـان بوصفه خلقاً مُستقلاً مقصوداً بإرادة خالقه تبارك وتعالى، ومع الحضارة الإنسـانيّة بوصفها سلسلةً من الانجازات نمَتْ في أحضان الإيمان.

وما ذلـك الذي سطرناه إلا بداية الطريق الطويل باتجاه بناء تأريخٍ نَـمَـت فيه الحضارة في أحضان الإيمان.

من كتاب "شيث بن آدم ومقامه في بلدة النبي شيث" للشيخ د.جعفر المهاجر

لقراءة الكتاب: https://mobdie.org/article.php?id=28&cid=14


لمتابعة نشاطات مركز بهاء الدين العاملي (مبدع):
واتساب: https://chat.whatsapp.com/IuVrEW75RfVDVIwFIAGOPD
فايسبوك: https://www.facebook.com/baha2addni
تيليغرام : https://t.me/+Lci14I49Q7s1YmI0
يوتيوب: https://www.youtube.com/@mobdie

 


الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد