قراءة في كتاب "التاريخ السري للإمامة"
تصغير الخط
تكبير الخط
طباعة الصفحة
  
 
 


التاريخ السري للإمامة
يتألّـفُ اسـمُ الكتاب من ثلاث كلمات، جـرى اختيارُها بـدقّـة بحيث تؤدّي كلٌّ منها معنىً مُحـدّداً. والمجموعُ بمثابـة عهــــدٍ من الكاتــــب للقارئ بأن يُبيّــن لـه ما تُسـعـِـفه المصادرُ على بيانِــــه، ممّــــا يدخـلُ تحــــت عـنــــــــــــوان الكتاب. لذلك فإنّ من المفيـد أن نقول، إنّ فكـرةَ الكتاب تـدورُ عـلى العمل أو النشـاط المكتوم، الذي قاده بالتوالي عـــــددٌ من الأئمة، ابتـداءً من سـادسِهم ابتغــــاءَ بنـاءِ قاعـــــدةٍ بشـريّةٍ مُتحـــرّرةٍ من تأثيـــر المشـــروع الاسـتلابي، بالمعنى السـياسـي والفكـري، الذي قادته السُــــلطات المُتوالية راميـــــــــةً إلى بناء مفهومٍ مُختلفٍ للإسـلام يتناسـبُ مع مراميها في حُكمٍ مُسـتتبٍّ لا يعكّـر صَفوَه اعتراضُ مُعترض ولا انتفاضةُ خارج.
ومن المعلومِ أنّ عـملَ أو نشـاطَ الأئمةِ منه ما هو علني، أي أنّـه مبـدئـيّـاً خارجَ موضوع الكتاب، وإن يكُن لا بُـدّ من الوقوف عـليه وُقوفاً مـا لأنّـه جـزءٌ لا يتـجـزّأ من الحقيقة التاريخيّة التي نعملُ عـليها.
ومنه ما هو ســـرّي أو مكتوم هو ما نرمي إلى كشـف ما تسـعـفُـنا المصادرُ على بيانه. على أنّ من الضروري جـداً أن نقول، أن طـورَي العمل هما وجهان لعُملةٍ واحـدة يتعاطيان ويكملُ أحـدُهما الآخَـر، وأنّ الفاصل بين الاثنين إنّـما هو فاصـلٌ تحليليٌّ لمصلحة البحث لا أكثـر . وسـنحاولُ في متن الكتاب أن نُزاوج بين الاثنين بالمقـــدار الذي يُسـاعـدُ عليه المنهج.
من مقدمة كتاب "التاريخ السري للإمامة" للشيخ د.جعفر المهاجر.


الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد