ينتمي الصديق الدكتور سـتيفان وينتـر دون أن يقصُـد وربما دون أن يـدري، إلى مجموعة المُؤرّخين اللبنانيين الـجُـدُد، أخـذتْ عـلى عاتقِها إعـادةَ النّظـر بكلِّ التأريخ اللبناني الرسـمي، المكتوب والمُتـدَاوَل. ذلك الذي بـدأ العملُ عليه بالكاهنين إسطفان الدويهي وميخائيل الدبـس. ثم كان آخِــرُ مُمثّليه، بالنّظَـر إلى الحوافزِ المُحرّكة والمقاصِـدِ المُوجّهة، الدكتورين عادل إسماعـيل وكمال الصليبي. وفي مُقابلهم هـذه المجموعة من المؤرخين التي عـملَ أعضاؤها ، كُـلٌّ عـلى حِـــدَه، عـلى منظورٍ جديـدٍ واستناداً إلى مصادرَ جـرى تجاهُــلُها طويلاً، ابتغاءَ عِمارةِ رؤيةٍ تاريخيّةٍ أكثرَ إنسانيّةً للبنان ، وأقـربَ إلى قصّة مَسـار أهله في الزمان والمكان.
إنّ اللُّحمةَ الجامعــةَ بين أعمال هــؤلاء المؤرخين ليـــس النفَـسَ المذهبي في البحث ، كما قـد يخطرُ ببال بعض مَن يـقِـفُ عـنـدَ أسماء كُـتُـبـهم، بـل الغضبَ من الحالةِ البائسـةِ التي أوصلنا إليها أسـلافُهم من المُؤرّخين وأشباههم، بحيث غـدا السُّـكوت عليها امتهاناً للإنسان الذي أرّخـتْ لـه بكل المقاييس. ولـم يكُـن اهـتمامُ المؤرخين الجُـــــدُد جميعاً بالتأريخ للشيعة مُجــــرّدَ صُدفة، أو نتيجةً لرؤيةٍ تاريخيّةٍ ضيّقة، بل لأنّ الشيعة كانوا الضحيّةَ الأُولى لذلك التاريخ المؤدلَج بحِـدّة. جـرّاء رؤية تاريخيّةٍ مُتحيّزة. فكان لا بُـدّ من أن يبـدأ التصحيحُ باستحضارهِـم ومَـلءِ المساحة الفارغة من تاريخ لبنان بسبب تجاهُــــلهم. ذلك هو الهمُّ الذي يقرأُهُ القارئُ بكامل الوضوح في أعمالِهم.
يُشـرّفني أن اُضـع بين أيـدي القُـرّاء المُهتمّـين هـذه الترجمة لمقالتي الدكتور وينتر المبسـوطتين والمُعمّقَتيَـن في السياق نفسه، آمِــلاً أن يجــدوا فيهمــا مـثـلَ ما وجـدتُ مـن فـائــدةٍ ومُـتعَــة.
مقدمة الشيخ د.جعفر المهاجر على ترجمة "دراستان على تاريخ الشيعة في جبل لبنان" أجراهما الباحث الكندي د.ستيفان وينتر.
لقراءة الكتاب: https://mobdie.org/article.php?id=145&cid=14
لمتابعة نشاطات مركز بهاء الدين العاملي (مبدع):
فايسبوك: https://www.facebook.com/baha2addni
واتساب: https://chat.whatsapp.com/IuVrEW75RfVDVIwFIAGOPD
تيليغرام : https://t.me/+Lci14I49Q7s1YmI0
يوتيوب: https://www.youtube.com/@mobdie