في كتاب الإمامة والأئمة سنقـرأ الخطوات البنيويّـة التـي توالى على العمل عليها الأئمة المُتوالون، إماماً بعد إمام، وخُطوةً إثرخُطوة. حيث سنرى أنّها كانت دائماً تنظرإلى الأمام . لكنّها في الوقت نفسه مبنيّة على ما انتهى إليه السعي على يـد الإمام السابق. وذلك ابتداءً من الفترة التي كانت بالغة الضرورة، التي سـنُسميها "فترة الاستيعاب". التي ستمتدّ زُهاء نصف قرنٍ من الزمان. منذ بداية إمامة الإمام علي # عند شيعته في السنة 10هـ/ 631 م، حتى شهادة الإمام الحسين # سنة 61هـ/680م.
ذلك لأن خطّة الأئمة الثلاثة الأساسيّة أثناءها كانت بالدرجة الأُولى استيعاب ما حصل أثناء تلك المدة ، ابتداءً من يوم السقيفة. ممّا لايُمكن فهمه وتحليله إلا بوصفه من رواسب الماضي في النفوس. فأتت أعمالُ الأئمة الثلاثة الأُوَل في المُقابل مبنيّةً على قاعدة استيعاب نتائجها الكارثيّة. مع الحرص الشديد على أن لاينطوي فعلُ الاستيعاب على أدنى تهديد للمكاسب الأساسيّة التي تحقّـقـت أثناء فترة النبوّة، وعلى رأسها الأُمّة بما هي أُمّة والدولة بما هي دولة. باستفزاز القُوى التقليديّة، الموروثة من الماضي، والحريصة على مصالحها. ما يُمكن أن يودي إلى إعلانها الخروج على كافة إنجازات فترة النّبوّة، الاجتماعيّة والسياسيّة على الأقل، وعلى رأسها تكوين الأُمّة وجسم الدولة. والعودة إلى ماضيها القَبَلي الذي تحنُّ إليه.
من كتاب سماحة الشيخ د.جعفر المهاجر القادم تحت عنوان "الإمامة والأئمة"
لمتابعة نشاطات مركز بهاء الدين العاملي (مبدع):
فايسبوك: https://www.facebook.com/baha2addni
تيليغرام : https://t.me/+Lci14I49Q7s1YmI0
واتساب: https://chat.whatsapp.com/IuVrEW75RfVDVIwFIAGOPD
يوتيوب: https://www.youtube.com/@mobdie