يقولولن بصدق أن الشعر خزّان ذاكرة الشعوب فيه يودعون أفراحهم وأتراحهم، آلامهم وآمالهم، ما خاب من هذه وما أفلح، وتجاربهم وخبراتهم وحكمتهم. يودعون كل ذلك شعرهم كيما يبقى أمانة حية برسم الأجيال، بمعنىً ما من معاني الحياة. جاهزةً كيما تهزهم أو تنفعهم، تحرّك خيالهم، لتعيدهم بما كان قد حرك نفس الشاعر لحظة نطق الشعر. من أجل ذلك إصطنعت الشعوب الشعر.
ما من حدث في تاريخنا إختزن الطاقة مثل ما إختزنته تلك الساعات من ظهيرة يوم العاشر من محرم 71هجري.
بحيث انه ظل منذ تلك اللحظة ينتج أدباً وتحليلات ومواقف من الأشخاص والأعمال فضلاً عن ظواهر إجتماعية وسياسية أصدقه وأقواه، على مستوى إختزان الشعور الشخصي، الشعر الأول المبكر الذي بدأ إنتاجه فور الحدث من أولئك الذين إكتوت أفئدتهم بجمرة الجريمة الرهيبة.
لذلك إخترنا أوائل الشعر الحسيني البكائي موضوعا للبحث. بغيتنا فيما تحت هذا العنوان، أن نقرأ.....