إن وجود الشيعة الامامية في غرب "بلاد الشام",اعني "جبل لبنان" و "جبل عامل"او "عاملة" وساحل البحر المسامت لهذين الجبلين, وشرق "سهل البقاع" المعروف بـ "البقاع البعلبكي", يعتبر من الألغاز التاريخية ,التي لم يُقــــدّم لها تفسير مُقنع حتى الآن.
فمن المقطوع به أن أغلب المناطق التي صارت داخل الحدود السياسية لما صار فيما بعد "الجمهورية اللبنانية", كانت معمورة بجماعات شيعية.
فمدينة "طرابلس"ظلت حاضرة شيعية مزدهرة حتى سقوطها بيد الصليبيين سنة 502ه/1109م.
ومنطقة "الضنيّة" وجوارها في شمال "لبنان", كانت معمورة بأكثرية شيعية على الاقل, حتى القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي.
كما ان جبال "كسروان", "جبيل" و"المتن الأعلى" كانت هي الاخرى معمورة بهم, حتى ما يُعرف بـ "فتوح كسروان", في أوائل القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي.
أما "البقاع البعلبكي" فلا نعرفه الا شيعياً, باستثناء مدينة "بعلبك" التي كانت حتى حوالي القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي مركزاً حنبلياً, بالاضافة الى القرية المجاورة لها "يونين".
و "جبل عامل" لا نعرفه هو أيضاً الاّ شيعياً, فضلاً عن القرى القائمة في وادي "نهر الليطاني", الموصل ما بين "سهل البقاع" و "جبل عامل". أما وجودهم في أعالي "الجليل" فقد استمر حتى سقوط "فلسطين" سنة1948م .
من مقدمة كتاب "التأسيس لتاريخ الشيعة في لبنان وسورية" للشيخ د.جعفر المهاجر.
يتناول الكتاب إشكالية وجود الشيعة الإمامية في المنطقة الشامية لحل هذا (اللغز التاريخي), فوجود الشيعة الإمامية في المننطقة أياً تكن سماته هو امر مقطوع منه,
فالسؤال الذي يطرحه الكتاب هو " كيف حدث ذلك؟ "