قراءة في كتاب
"حسام الدين بشارة" (أمير جبل عامل)
بتاريخ 27 صفر 589 هـ / 5 آذار 1193 م، توفي صلاح الدين في "دمشق". وكان قد أوصى لابنه البكر، الملك الأفضل نور الدين علي، بالسلطة من بعده. على أن يكون لكل ّ من أبنائه وإخوته حصّته من التركة الهائلة. وكانت "دمشق" وما والاها، ومنه "جبل عامل"، من نصيب الأفضل.
وهو الذي كان حسام الدين قد بايعه في حياة أبيه، أو "حلف له"، كم يقال في لغة ذلك الزمان، غير مرّة، كما فعل غيره من الأمراء. وهكذا فإنّ الوضع الجديد لم يؤثّر أثرًا سيئًا على موقع حسام الدين في البداية.
فاستمر في الحكم كأنّ شيئًا لم يكن. وهكذا مضت السنوات الخمس الأولى من بعد وفاة صلاح الدين.
لكن حرب الوراثة لم تلبث أن نشبت بين أمراء البيت الأيوبي. بدأت بحجّة نقص الكفاءة "الأفضل". وأنّه كان يشرب الخمر ويمضي ليله ونهاره في القصف واللهو وسماع الأغاني.
بدأ النزاع أول ما بدأ بين العزيز حاكم "مصر" وبين أخيه الأفضل حاكم "دمشق"، ثم اتسعت شقّته فيما بعد......