} التدبر والتأويل في القرآن {
يتناول المقال قضية "التدبر" و"التأويل" في القرآن الكريم، مركزًا على الفروق بينهما ودلالات كل منهما في فهم النصوص القرآنية. ويستعرض الكاتب، الشيخ الدكتور جعفر المهاجر، الإشكالية البحثية المتعلقة بكلمة "تأويل" وكيفية تعامل المفسرين معها عبر القرون.
النقاط الرئيسية:
إشكالية البحث:
- تدرس المقالة كلمة "تأويل" في القرآن، والتي تحمل خصوصية لغوية ودلالية تجعلها من المصطلحات الفريدة.
- ينتقد الكاتب تعامل المفسرين التقليديين مع الكلمة، والذين حاولوا إخضاعها لمفاهيم اللغة المتداولة أو الخلافات المذهبية، باستثناء السيد الطباطبائي في تفسيره "الميزان"، الذي نجح في تحرير الكلمة من الشوائب التاريخية.
معنى التأويل في القرآن:
- وردت كلمة "تأويل" في القرآن 15 مرة، منها 8 مرات في سورة يوسف، مما يشير إلى أهمية فهمها في سياق القصص القرآني.
- التأويل في سورة يوسف يعني تحويل الرموز في الأحلام إلى وقائع حقيقية، بينما في سورة الكهف يرتبط بتفسير الأفعال بناءً على أسبابها الخفية.
- التأويل ليس مجرد تفسير أو صرف الكلام عن معناه الظاهري، بل هو ربط النص بحقائق خارجية أو أحداث مستقبلية.
الفرق بين التدبر والتأويل:
- التدبر: هو التأمل في النص القرآني وفهمه وفقًا للغة العربية وضمن سياقه، مع الاعتقاد بأنه كلام الله. وهو منهج مأمور به في القرآن.
- التأويل: يتجاوز النص لربطه بحقائق خارجية أو أحداث مستقبلية، وهو منهي عنه إذا تم بغير علم أو بدوافع مذهبية.
مشكلة التأويل:
- تنشأ المشكلة من محاولة تطبيق النصوص القرآنية على حقائق خارجية دون دليل، مما يؤدي إلى انحرافات فكرية.
- القرآن يحذر من اتباع المتشابهات دون الرجوع إلى المحكمات، كما في الآية 7 من سورة آل عمران.
المنهج الصحيح:
- يجب فهم النصوص القرآنية في إطار لغتها الأصلية (العربية المبينة) وضمن سياقها.
- الابتعاد عن التأويلات التي تفرض أفكارًا مسبقة على النص، والتركيز على التدبر المنهجي الذي يحترم روح النص ومعناه.
أمثلة تطبيقية:
- ذكرت المقالة أمثلة مثل كلمة "العرش" في القرآن، والتي لا يمكن فهمها إلا في إطار اللغة والمجاز، مع الاعتراف بأن حقيقتها تتجاوز الخبرة البشرية.
- التأويل الحقيقي للنصوص المتشابهة سيكون في الآخرة، عندما تنكشف الحقائق بشكل كامل.
الخلاصة:
يؤكد المقال على وجوب اعتماد منهج "التدبر" في فهم القرآن، مع تجنب "التأويل" الذي يتجاوز النص إلى تطبيقات غير مدعومة. وبالنظر إلى أننا نعتقد جازمين بأن القرآن من عند الله، فإن فهمه يجب أن يكون ضمن إطار اللغة العربية وروح النص، دون إسقاطات خارجية.