قراءة في كتاب "الشيعة في العالم"
تصغير الخط
تكبير الخط
طباعة الصفحة
  
 
 


إنّ التشيّع الإمامي قد إنتشر وامتد شرقا وغربا على يد شعبين يمانيين، وقبيلتين كبيرتين إنتشارا سلميا بإرادة وفعل وإختيار أهله، متحركا ومدفوعا بما يكن في بنيته الفكرية/ الثقافية من طاقة ذاتية. وليس بإرادةٍ وفعلٍ سلطوي، أي لما فيه مصلحة وخطة ومشروع سلطة حاكمة كما حصل لسواه من المذاهب الغسلامية كافة.
إنّ انتشار التشيّع الإمامي قد تمّ بإرادة شعبية ضد سلطوية، أي بما يتعارض في الصميم مع مصلحة السلطة الفعلية الحاطمة والمثال الأكبر على ذلك، الهجرتان الهمدانية والاشعرية، اللتان يعود اليهما أكبر الفضل في أعظم إنجازات التشيع كمياً ونوعياً. مع أنهما قد حصلتا بفعل جماعاتٍ مذعورة، هربت من بطش السلطة الحاكمة في العراق. وذلك من أعجب الأمور يدلنا على الطاقة الهائلة التي تختزنها الهوية الشيعية بداخلها، بحيث تحول ما بدا آنيّاً كارثة، مادةً وسبباً وإطاراً لإنجاز تاريخي. وكم لذلك في تاريخ الشيعة من أمثال.
نهدف من هذا البحث إلى قراءة ضروب التفاعل بين الناس وبين بيئة مواطنهم الجديدة، بما تسره الأرض وأهلهاز وذلك تحت عناوين المكونات السياسية القائمة بالفعل. إبتغاء تركيب جغرافيا بشرية للتشيع الإمامي وهي تنشأ وتتحول في المكان والزمان.

 


 


الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد